1 قراءة دقيقة

ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ

ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ , ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻭﻧﺎﺧﻴﻘﺎﻝ , ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ
ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻓﻰ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻬﻢ , ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ (ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ) ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ , ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
( ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ ﺑﻤﺎﻟﻲ ) , ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ( ﺝ. ﺕ ﻧﻴﺎﻧﻲ ) ﻳﻔﺮﺩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻘرﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻰ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ( ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ , ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ) . ﻭﻳﻮﺭﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺳﻢ (ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ) ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﻋﻦ ﺗﻮﺳﻊ ( ﻣﺎﻟﻲ ) ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ , ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺒﻼﺩ
ﺍﻟﺘﻜﺮﻭﺭ , ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻟﺴﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ , ﻋﺪﺍ ﻏﺎﻧﺎ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﺭﻫﺎ ﻗﺪ
ﺑرﻭﺍ ﺗﺠﺎﺭ ﻏﺎﻧﺎ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﺎﻗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻟﺤﻘﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺑﺄﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻭﻏﺎﺩﻭ ﻭ
ﺑﺎﻓﻮﺗﻮ ,ﻭﻛﻨﻴﺎﻏﺎ ﻭ ( ﻣﻴﻤﺎ ) . ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻬﺮﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ , ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﻠﺘﻐﻠﻐﻞ
, ﺳﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﺎﺭﻧﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﺮﻭﺭ , ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﺭﻳﺰﺍ , ﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺑﻠﺬﻫﺐ .
ﻭﻓﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺁﺧﺮ , ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺃﺩﻯ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ
(ﻛﻮﻣﺒﻲ ) , ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺏ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ , ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻫﺠﺮﺓ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻓﻰ
ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﺔ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ( ﻛﻮﻣﺒﻲ ) , ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ , ﻭﺗﺄﻭﻯ ﺗﺠﺎﺭﺍً
ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮ ﻗﺪ ﺇﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ "
ﻭﺃﺷﺎﺭ (ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ) , ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺘﻨﺎﻕ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ــ " ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ( ﺍﻟﻮﻛﺎﻥ ) , ﻓﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻠﻚ ﻳﺪﻋﻰ ( ﻛﺎﻧﻤﺮ ﺑﻦ ﺑﻴﺴﻲ ) , ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎً , ﻭﺃﻧﻪ
ﻗﺪ ﺃﺧﻔﻰ ﺇﺳﻼﻣﻪ " , ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ , ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺎﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ , ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﻭﻇﺎﺋﻒ

ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺍﻟﻐﺎﻧﻲ . ﻭﻟﻜﻦ , ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺋﻬﻢ ﻟﺪﻳﻦ
ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ . ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺠﺎﺑﻬﺎﺕ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .
ﻭﻗﺪ ﻣﺰﻗﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻻﻫﻠﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺃﻭﻏﺎﺩﻭ ﺍﻷﻭﺳﻂ , ﻭﻫﺮﺑﺖ ﺑﻌﺾ
ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﻘﻴﺖ ﻭﻓﻴﺔً ﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
( ﻣﻴﻤﺎ ) .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺠﻲﺀ ﺇﺳﻢ ( ﻣﻴﻤﺎ ) , ﻛﺈﻗﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ , ﺗﻬﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ , ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ , ﺃﻭ ﺍﻷﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﻭﻳﺠﺊ ﺇﺳﻢ ( ﻣﻴﻤﺎ ) ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ : " ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺍﻓﺘﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ , ﺛﺎﺭﺕ (ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺎ ﻧﺪﻧﻜﺎ ) ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ , ﻭﺣﺜّﺖ ﻣﺎﻧﺴﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺩﻧﻜﺮﺍﻥ ﺗﻮﻣﺎﻥ , ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ , ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻧﺪﻳﺔ ﺧﺸﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ
(ﺳﻮﻣﺎﻭﺭﻭ ) , ﻓﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ؛ ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺲ ( ﺍﻛﻴﺴﺪﻭﻏﻮ ) ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ
, ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺷﺎﻏﺮﺍً . ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ , ﺛﺎﻧﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻧﺎﺭﻩ ﻣﻤﺎﻏﺎﻥ
, ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻤﺎ " ﻭﻳﻀﻴﻒ " ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻠﻚ ﻣﻴﻤﺎ
( ﻣﻨﺴﺎﺗﻮﻧﺎﻛﺮﺍ ﺃﻭ ﻣﻴﻤﺎ ﻓﺎﺭﻳﻦ ﺗﻮﻧﺎﻛﺮﺍ ) , ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ , ﻓﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ , ﻭﻓﻰ ( ﻣﻴﻤﺎ ) , ﺟﺎﺀﻩ ﻣﺒﻌﻮﺛﻮ ﻣﻨﺪﻳﺔ , ﻓﺰﻭﺩﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺪ
, ﻋﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺪﻳﺔ . ﻭﺑﺄﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﺘﻼﻓﺎﺕ , ﺗﻘﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ
ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ .. ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ , ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻤﺎ ,
ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻣﺒﻌﻮﺛﻴﻦ ﻓﻰ ﻃﻠﺒﻪ , ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ , ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ,
ﺇﻧﻬﺰﺍﻡ ﺳﻮﻣﺎﻭﺭﻭ ﻭﺇﺧﺘﻔﺎﺅﻩ , ﺇﻋﻼﻥ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ( ﻣﺎﻧﺴﺎ )ﺃﻯ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺍً , ﺃﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
" .
ﻭﻗﺪ ﻧﻮﺩﻱ ﺑﺴﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎً (ﻣﺎﻧﺴﺎ ) ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﻧﻜﺎ , ﺃﻭ (ﻣﺎﻏﺎﻥ ) ﺑﺎﻟﺴﻮﻧﻨﻜﺔ ــ ﺃﻯ
ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺍً ﺃﻭ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ , ﻭﺃﻗﺮ ﻛﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻠﻴﻒ ﻓﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ . ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ
ﻟﻘﺐ ﻣﻠﻚ ﺇﻻ ﺭﺋﻴﺴﺎ ( ﻣﻴﻤﺎ ) ﻭ ( ﺃﻭ ﻏﺎﺩﻭ ) .
ﻭﻗﺪ ﻛﻮﻥ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ , ﺑﺈﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﻗﺎﺩﺓ

ﺍﻟﺤﺮﺏ , ﻭﺃﺣﺎﻁ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩ , ﻣﻦ ﻋﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺔ ﻭﻫﻤﻴﻴﻦ ﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻛﻴﺘﺎ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺪ ﺗﺮﺩﺩﻭﺍ ﻓﻰ ﻋﻬﺪﻩ , ﻋﻠﻰ ﺑﻼﻃﻪ . ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺇﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ : "
ﺃﻥ (ﻣﺎﺭﻱ ﺩﻳﺎﺗﺎ ) ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺷﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ (ﻣﺪﺭﻙ ) , ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺑﻼﻁ
ﺍﻟﻤﺎﻧﺴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ " . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮّﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﺇﻻ ﻣﺤﺮﺭﺍً ﻟﻠﻤﺎﻧﺪﻳﻪ
ﻭﺣﺎﻣﻴﺎً ﻟﻠﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻪ , ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﻂ , ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎﺕ : ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑﺎﻹﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ
ﻭﺇﺣﺘﻔﻆ ﻣﻠﻮﻛﻬﺎ ﺑﺄﻟﻘﺎﺑﻬﻢ ( ﻏﺎﻧﺎ ﻛﻮﻣﺒﻰ ) ﻭ ( ﻣﻴﻤﺎ ) , ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻰ ﺿﻤﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺘﺢ ,
ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺎﻧﺴﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﻛﻤﺎًَ
ﻓﺎﻟﺮّﻭﺍﻳﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ , ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ : ﺑﺄﻥ ﻣﻠﻮﻙ ﺃﻭﻏﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻠﻮﻙ ( ﻣﻴﻤﺎ ) ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻟﺴﻮﻧﺠﺎﺗﺎ . ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻹﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﻈﻰ ﺑﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ .

ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ , ﻓﺄﻥ ﺇﺳﻢ (ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ) ﻫﻨﺎ , ﻳﺄﺗﻰ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﺮﻯ , ﻭﻛﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
, ﻭﻛﻘﺒﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻣﻠﻚ . ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ( ﺝ. ﺕ ﻧﻴﺎﻧﻰ ) , ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ــ
(

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة