ﺩﻭﺭُ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺇﺗﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ , ﻫﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ , ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ( ﻋﺎﻡ 32 ﻫﺠﺮﻳﺔ ) ﺑﻐﺰﻭ
ﺑﺮﻗﺔ ﻭﻃﺮﺍﺑﻠﺲ , ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ , ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻭ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ
ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻏﺮﺑﺎً , ﻟﻮﻻ ﻣﺎ ﺫُﻛﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺣﻤﺎﺱ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮّﺍﺷﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ , ﺧﺸﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ , ﻓﻌﺎﺩ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ .
ﻭﻓﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺍﻟﺴّﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ , ﻏﺰﺍ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ,
ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﻃﺎﺟﺔ , ﻭﻫﺰﻡ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺮٌّﻭﻡ ﻓﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ
ﺟﻬﺎﺩﻩ
ﺑﺮﺍً ﻭﺑﺤﺮﺍً , ﺣﺘﻰ ﻋُﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
(ﺳﻨﺔ 35ﻫﺠﺮﻳﺔ ).
ﻭﻓﻰ ( ﺳﻨﺔ 45ﻫﺠﺮﻳﺔ ) , ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻥ ﺧﺪﻳﺞ ﺍﻟﻜﻨﺪﻯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻰ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ , ﻭﺇﺗﺨﺬ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍ ً ﻟﻪ , ﻳﺮﺳﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴّﺮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
. ﻓﻈﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺮﻭﻡ , ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ , ﻭﺗﻌﺰﺯﺕ ﻗﻮﺗﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﻻّﻩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﺼﺮ
( ﺳﻨﺔ47ﻫﺠﺮﻳﺔ ) , ﻭﻇﻞ ﻓﻴﻬﺎﺍﻟﻰ (ﺳﻨﺔ 50ﻫﺠﺮﻳﺔ ) .
ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﻟﻔﻬﺮﻱ , ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻷﻧﻪ ﻭﺻﻞ ﺑﻔﺘﻮﺣﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ , ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻔﺮﺳﻪ , ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺑﻄﻨﻪ , ﻭﻗﺎﻝ
ﻗﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ : " ﻳﺎﺭﺏّ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺒﺤﺮُ ﻣﻨﻌﻨﻲ , ﻟﻤﻀﻴﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﻠﻚ ﺫﻯ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ,
ﻣﺪﺍﻓﻌﺎً ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ , ﻣﻘﺎﺗﻼً ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﻚ ."
ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ , ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﻀﺎﻫﻤﺎ ﻓﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ (50 ــ 55
ﺹ (27 )
62/ ــ74ﻫﺠﺮﻳﺔ ) , ﺑﺤﺮﻭﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺿﺪﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﺪﻭﺧﻬﻢ , ﻭﺩﺧﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ , ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺴﺘﻘﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ . ﻓﺎﺧﺘﻂ
ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ , ﻭﺃﺳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﺪﻩ ﻭﻋﺴﻜﺮﻩ , ﻭﺇﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ , ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ .
ﻭﻣﻦ ﺟﻠﻴﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً , ﻏﺰﻭﻩ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ . ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ؛
ﺑﻞ ﺳﺎﺭ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺍﻟﻰ ﻓﺰﺍﻥ ﻓﻔﺘﺤﻬﺎ , ﻭﺩﺧﻞ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻭﺳﺎﺭ ﺟﻨﻮﺑﺎً , ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ
ﻛﻮﺍﺭ , ﻭﻓﺘﺤﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﺻﻠﺖ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ , ﺍﻟﻰ ﺣﻮﺽ
ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺸﺎﺩ ﺟﻨﻮﺑﺎً .
ﻭﻣﻤﻦ ﺃﺳﻬﻢ ﺑﻨﺼﻴﺐ ﻭﺍﻓﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻓﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ , ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ,
ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻷﻣﻮﻱ , ﻟﻜﻰ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻌﺪﺓ ﺣﻤﻼﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ , ﻧﺠﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ , ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑـ ( ﺩﺍﻫﻴﺔ ) , ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻭﻗﻌﺖ (ﺳﻨﺔ
82ﻫﺠﺮﻳﺔ ) . ﻭﻗﺪ ﺇﻋﺘﻨﻘﺖ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺯﻋﻴﻤﺘﻬﻢ ﻫﺬﻩ
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻼﺕ ﺣﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺇﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ
ﺇﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ , ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺮﺑﺘﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ , ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻢ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ , ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ , ﻭﺃﻗﺪﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻌﻬﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻓﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ , ﻫﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ , ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻻّﻩ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﻱ (ﺳﻨﺔ 86ﻫﺠﺮﻳﺔ ) ؛ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻰ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻭ ﺍﻷﻭﺳﻂ , ﺛﻢ ﺗﻔﺮﻍ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ , ﻓﺄﺧﻀﻌﻪ ﻛﻠﻪ , ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎً ﻓﻰ ﺫﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ , ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ
ﺹ (28 )
ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻴﻦ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻳﺮﺍً ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ,
ﻛﻄﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ , ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻛﻞ ﻟﻪ ـﻤﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮ ـ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ . ﻭﻟﻢ
ﻳﻨﺘﻪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻬﺠﺮﻯ , ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻛﻠﻪ , ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺷﺮﻗﺎً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﻏﺮﺑﺎً , ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺷﻤﺎﻻً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺟﻨﻮﺑﺎً , ﺍﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻭﻻﻳﺔ
ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ , ﻭﻣﻨﻄﻠﻘﺎً ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ , ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ , ﻭﺗﺤّﻮﻝ ﺃﻫﻠﻪ
ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ , ﺍﻟﻰ ﺟﻨﻮﺩ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺪﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺟﻴﺶٌ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺟﻨﺪﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ . ﻫﺬﺍ ﻋﺮٌ ﻣﻮﺟﺰ
ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ , ﺍﻟﺘﻰ ﺇﻧﺘﺸﺮ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ , ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ , ﻫﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ . ﺃﻣﺎ
ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻘﺪ ﺇﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻄﺮﻕ ﺳﻠﻤﻴﺔ , ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻨﺼﻔﻴﻦ , ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ , ﻗﺪ ﺇﻧﺘﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﺎﻧﺎ , ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺛﻨﻴﺘﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﻢ
ﺇﺳﺘﺪﻋﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﺯ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ , ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻠﻮﻫﺎ (ﺳﻨﺔ 469ﻫﺠﺮﻳﺔ ) ,
ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ