1 قراءة دقيقة
ﻫﺠﺮﺓ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ

ﻫﺠﺮﺓ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ

 ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ , ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
 ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻰ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎً ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺟﻮﺩﺍً ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺏ
 ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻘﺼﺪﻩ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ , ﻫﻮ ﺩﻭﻟﺘﺎ ( ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ ) ﻭ (ﺍﻟﺒﺮﻧﻮ ) , ﺍﻟّﻠﺘﺎﻥ ﻗﺎﻣﺘﺎ ﻋﻠﻰ
 ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ , ﻓﻰ ﺣﻮﺽ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺸﺎﺩ , ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ,
 ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﻭﺳﻂ .
 ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ ﻫﺬﻩ , ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺔ
 ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ , ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ , ﻓﻘﺪ ﺇﺯ ﺩﺍﺩ ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ
 . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ , ﺑﻞ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .
 ﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ , ﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ , ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
 ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ ﻋﺎﻡ 132ﻫـ .
 ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ , ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ , ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ
 ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻭﺿﻐﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ , ﻣﻤﺎ ﺇﺿﻄﺮﺗﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ
 ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺷﺮﻗﺎً ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ـ ﻣﺼﺮ , ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ , ﻭﻛﺬﻟﻚ
 ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻫﻨﺎﻟﻚ . ﻭﻗﺪ ﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
 ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ , ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ , ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈﺳﻢ ( ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺸﻮﻯ ) , ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
 ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺍﻟﺸﺎﺓ ) , ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺸﻮﻯ ﻳﺤﺘﺮﻓﻮﻥ ﻣﻬﻨﺔ ﺭﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻷﺑﻘﺎﺭ
 ﻭﺍﻷﻏﻨﺎﻡ
 ﻭﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ , ﻳﺬﻫﺐ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ , ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ , ﻭﺍﻟﺘﻰ
 ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ , ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻓﻰ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎً , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻹﺳﻢ ﻧﻔﺴﻪ .
 ﻭﻛﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ : ﺍﻟﺘﻨﺠﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻰ ( ﻭﺩّﺍﻯ ) ﻭ ( ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ ) , ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻰ
 ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ . ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻧﻢ , ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ
 ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ( ﺍﻟﻔﻼّﻧﻴﻴﻦ ) , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻜﻨﻮﺍ (ﺑﺎﺟﺮﻣﻲ ) ﻛﻤﺎ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ
 ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻰ ﻭﺩّﺍﻯ ﻭﺍﻟﻜﺎﻧﻢ ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ . ﻭﺍﻟﺒﺮﻧﻮ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ
 ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺈﺳﻬﻢ ( ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺮﻧﻮ ). ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ( ﻭﺩّﺍﻯ ) ﻛﻘﺒﻴﻠﺔ
 ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ , ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻨﻮﺑﻪ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ , ﺣﻴﺚ
 ﺃﻧﻪ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﻘﺪﺭ ﻓﻰ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺸﺎﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
 ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻫﺆﻻﺀ , ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ (ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ) , ﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ( ﻭﺩّﺍﻯ ) ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ , ﻣﻦ
 ﻣﻨﻄﻘﺔ ( ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ ) , ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻨﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ , ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻠﺪﺓ ﺗﺤﻤﻞ
 ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺳﻢ ( ﻣﻴﻤﺎ ) .
 ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ (ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ) , ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍً
 ﻋﻠﻰ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻗﺮﻭﻥ , ﻭﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎم
 ﺳﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة