●ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ/ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ (ﺍﻟﻤﻴﻤﺎ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺩﺍﻋﺔ ,
ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﺷﺠﺎﻉ ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻭﻗﻴﺎﺩﻳﺎ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺤﻞ ﺛﻘﺔ ﻟﺪﻱ السلطان,
ﻓﻌﻨﺪ ﺇﺣﺘﻼﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻋﺎﻡ 1916 ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ (ﻫﺪﻟﺴﺘﻮﻥ ) ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻡ ﻛﺪﺍﺩﺓ ﻭﺟﺒﻞ ﺣﻠﺔ ﻭﺍﻻﺑﻴﺾ ,
ﻓﺂﺳﺘﺪﺍﻋﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ . ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺻﻞ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﺎﺷﺮ ﻭﺇﺳﺘﻠﻢ
ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﺍﺭﺓ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ
,ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﻮﻕ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﻭﺑﻌﺾ
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻢ ﻧﻬﺰﻫﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺰﻣﺘﻬﻢ ﺍﺳﻼﺣﺘﻨﺎ
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﺠﺒﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﻗﺪﺍﻡ ﻭﺣﺒﻬﻢ ﻟﺒﻠﺪﻫﻢ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻣﻲ
ﺧﻤﺴﺔ ﺍﻣﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻧﻨﺎ , ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ﺁﺻﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ,ﺍﺻﺒﺘﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺨﺬ ﻭﺩﺍﻧﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻌﺔ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭﻩ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻤﺸﻴﻂ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺂﺳﺮ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻣﺘﺂﺛﺮﺍ ﺑﺠﺮﺍﺣﻪ
ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﺤﻤﻠﻮﻩ ﺍﻟﻲ ﻫﺪﻟﺴﺘﻮﻥ . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺮﺟﻢ , ﻟﻘﺪ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﺳﺘﺠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﺪﻟﺴﺘﻮﻥ -: ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻜﻴﺮ , ﻭﻣﺠﺮﻡ, ﻭﺯﺍﻧﻲ , ﻇﺎﻟﻢ , ﺍﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻻ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻬﺬﺏ , ﻭﻋﻔﻴﻒ , ﻭﺷﻔﻮﻕ ,ﻭﻣﺘﺪﻳﻦ . ﻓﺘﻌﺠﺐ
ﻣﻨﻪ ﻫﺪﻟﺴﺘﻮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺭﺟﻞ ﺭﻫﻦ ﺍﻻﺳﺮ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ
ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻴﻨﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻜﻞ
ﺛﻘﺔ .
ﻓﺴﺂﻟﻪ : ﺍﻳﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﺳﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﺩﺭﻱ ﻣﻨﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻳﻦ ﺍﺗﻴﺖ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻧﺎ ﺣﺎﻛﻢ ﺟﺒﻞ ﺣﻠﺔ ﺍﺗﻴﺖ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻱ . ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ
ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﻛﻨﺖ ﻛﻢ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻭﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻭﻋﻴﻮﻧﻪ
ﻛﺎﻟﺼﻘﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻮﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﻭﺣﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺷﺂﻥ ﺍﺧﺮ .ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ
ﻓﻲ ﺍﺻﻌﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﻈﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻻﺻﻴﻞ ﺍﺻﻴﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ , ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ
ﻭﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ